دقات حرب !


طُبولٌ ... طُبول ، ودقاتُ حربٍ         تُثير القُلوبَ ، وتُحيي العقول

شَـهيقٌ طويـل ، وَدَقَّاتُ قلـبٍ         سعيدٍ يُغَنِّي... وروحٍ تَقُـول!

صَـفِيرٌ ممـلٌّ ، وفيـضُ فـؤادٍ         كسولٍ ملولٍ سـقيمٍ عليل !

وأَفئِـدَةٌ حيَّـةٌ فـي الصـباح         وأَفئِـدَةٌ دائِـماً في أُفُـول

ودمـعٌ تَجَمَّـدَ خَلفَ المَـآقِي         حَيَاءً ، وحِبرٌ شُجاعٌ يَسِيل !

ما بعد الحرب ...

وَسِـرتُ في الطَّريـق

وخَلفَ كُلِّ خُطوَةٍ يَجولُ نَاظِراي

لَعَلَّني أري وُجُوهَهُم

لَعَلَّني أري شُعورَهُم

لَعَلَّني أُحِسُّ بِالقُلُوب

ولا أراكَ أنتَ يا أخي

حتي أتيتَ : كُلُّكَ اندفاع

ومِلءُ ناظريكَ كُلُّ روحِك

وَكُلُّ ما لديكَ مِن حياة

وَكُلُّ ما لديكَ مِن محبَّةٍ لأرضِك

خُطاكَ فَوقَها تَشُـدُّني

لذلِـك الصَّـغير ..!

لذلِك الذي أتي بِكُلِّ ما لديه من أمل !

ودقَّ أرضَهُ بِكُلِّ قُوَّة

كَأَنَّما يَبُثُّها القُبـَل !

وَكَفُّهَ الصَّغيرَةُ ارتَقَـت

وفـوقَ عَينِهِ تَبَسَّـمَت

بِكُلِّ ما تَضُمُّ مِن عُرُوق

وليس في ابتسامِها مَرارَةُ النِّضَال

لكنَّها عـزيمةُ الرِّجـال

.. عزيمةٌ قويَّةٌ بريئةٌ حبيبةٌ ..

.. تُشِـعُّ مِـن يَـدِك !

*****

.. دَقيقَةٌ مِن عُمرِيَ ارتَقَت         لِمُستَوَى العُمُر !

بِالرُّوحِ عِشـتُهَا ، وَلَم أَزَل         بِطَيـفِهَا أَمـُرّ !

.. أريد أن أردَّكَ التحيـة!

لَكِنَّني – أخي -

أريد أن أرُدَّها نَقِيَّـة         كـريمةً قويَّـة

لا يُوقف انبـعاثَها أَلَم         وَلا يُـمِيتُـهَا

حقيقـةٌ مُهِمَّةٌ مَريـرَة مِن مَوتِـها أَمَرّ !
       
*****

.... وَيَومَهَا انحنيتُ يا أخي ؛ لِكَي أَراك ..!

.. وفي فَمـِي تَعَثّـَرَت عِبَارَة

وَفَوقَ وَجهِي ذَابَتِ ابتسامة ...

حاولتُ أن أرُدَّ فيهِما تَحِيَّتَك !

*****

... لكنـني لا زلـتُ أذكُـرُك ..!

لازلتُ أذكُرُ الحَيَـاةَ في تَحِيَّتِـك

لازلتُ أذكُرُ الآمالَ في ابتسـامتِك

... أخي .. لازلتُ أذكرُ العـزيمة

..تُشِـعُّ مِـن يَـدِك ..!



علاء الدين 1967