ما هَذِي الأشـواق الحَيرَى

د. علاء السيسي

See my work

ما هَذِي الأشـواق الحَيرَى ؟

أختتم ديواني بهذه القصيدة التي كتبتها عن ذلك المسجد الحبيب في قلب كليتي الحبيبة أيام اشتدت محنته ، وَأَعُدُّها من أجمل ما كتبت في حياتي...!


في هَـذِي القاعَةِ أُنشِـئتُ         وَاخضَـرَّ رَبِيـعِي وَازدَهَـرَا

وعَـرَفتُ الحُــبَّ كَمَا لمَ أَعرِف قَبـلُ ، وَعِشـــــتُ لَـهُ العُمُـرَا

وبَــدَأتُ أُؤَمَّــنُ مِـن قَلَـــقٍ         وَتُيَسّـَــرُ نَفسِـي لِليُســـرَي

وَعَـرَفتُ إلى أَيـنَ ، وَمِن أَيـنَ ، وَكَيـفَ عَلَى دَربِي يُسـرَي

*****

في هـذا الِمحـرابِ القُدسيِّ عـرفتُ الرَّبَّ .... وَلـِي نَظَـرَا !

قد كنتُ غـريبـاً لا أَدرِي         فَدَرَيتُ بِأَجمَـلِ مَا يُـدرَي !

وَبَعيـــداً كُنـتُ..... فَقَـــرَّبَنِي الرَّحمــــنُ ، وَعَلَّـمَني الذِّكـرَا

وَنَسـِــيًّا كُنـتُ ، وقـد ذُكِّـــرتُ ...فَهَــــلاَّ تنــفعُني الذِّكـرَى ؟

*****

في هـذا المســـجِـدِ عُلِّمــتُ القُــرءانَ ....وأَحبَبـتُ الفَجـرَا

وعَشِــــقــتُ قَنَـادِيلَ مِـنَ الحُــــبِّ تُنَــوِّرُ سَـــاحَتَـهُ ظُهـرَا

وَطَرِبـتُ لِصَــوتٍ كَـانَ يُجَــلجِلُ يـُـوقِــظُ نُــوَّمَنَا عَصـــرَا

...أَوُ تُســرَقُ مِنهُ بَشَــاشَتُهُ         وَيُـــؤَذَّنُ لِلمَغـــرِبِ سِـرَّا؟

أَتَمُـوتُ مَصَـابِيحُ التَّسـبِيحِ ؛ لِيَسـبَحَ في الظُّـلمَـةِ قَسـراَ ؟

....أَتَظَــــلُّ لَيَـالِيـهِ المَهجُـورَةُ تَشــــكو وَحشَـتَـهَا دَهـرَا

لِسَـــمَاءٍ غَامَت ؛ حَتـيَّ كـادت تُخـــفِي عَبـرَتُها القَـمَـرَا ؟

أَيَلِفُّ الصَّــــمتُ حِكَايَتَهُ ؟        أَيُحَـوَّلُ مَســجِدُنا قَبـرَا ؟

*****

أَوَ نحـنُ بُعِثـناَ بَعـدَ سُـــــبَاتٍ طَـــالَ لِكَي نُـدفـــَنَ قَهــرَا ؟

أَكَأَهـلِ الكَهــــفِ سَـــيَتَّخِـذونَ عَـلَيــــنَا دونَـهُمُ جُـــــدُرَا ؟

أم يَتَّخِـذونَ بَصَـــائِرَنَـا         عُـذراً وَمَصَـائِــــــرَنَـا نُــذُرَا ؟

..أَوَ يَرجِـعُ يُـوقِظُنــا فِي الفَجــرِ نـِـدَاءُ الحَـقِّ وَقَد نُصِــرَا ؟

...يَسَّـــاءَلُ مُشـــتَاقًـا قلبي         أشــــواقُهُ قَد بَاتَت حَيـرَى

وَصَحَت في الصُّبحِ تُسَـائِلُهُ         لَمَ يُحرِ جَوَاباً..وَانفَطَـــرَا

فـإذا كَلِمـــاتٌ كانـت فِيــــهِ تَـنَــــاثَرُ في صَـــدرِي نَثــــرَا

وإذا نَبَضَـاتٌ عَاشَ بِهَـا         تَتـَوَاثَبُ في الدُّنيـا شِــعرَا

...وإذا بِبَقِيـَّــــةِ إيـمـانٍ         تَتَعَـــهَّدُ قَلبِيَ : أَن صَـبرَا..!