ودعـاؤه


ودعـاؤه

وَأَقَامَ في جَوفِ السَّـحَر الدَّارُ قَلبٌ قَد شَـكَر

والـزَّادُ حُبٌّ قد غَمَـر         ولهيبُ شوقٍ يَسـتَعِر

لِنَـعيمِ وَصـلٍ يَسـتَمِرّ         " حِبّـِي أياربَّ البَشَر"

يصَّـاعَدُ الصَّوتُ العميـقُ ..... وَذِي أَيَـادٍ تَنتَشِـر

وَدُعــاؤُهُ : " إنِّـي لَمَظلـومٌ إلهـيِ فَانتَصــِر !

أَحسِـن خَلاصـي يا حبيـبي مِـن أكـاذيبِ البَشَر

ومِـنَ الظَّـلامِ إذا أظَـلَّ فَضَـلَّ في الغَيـمِ البَصَـر

ومِـنَ الغُـرُورِ إذا تَمَـكَّنَ مِـن فـؤادٍ فانغَـمَـر

*********

"... فإنِّي قريب ! "

شـيخِ قُل لي : أَما يَقـولُ إلهي         في الكتاب الكريم "..إنِّي قريبُ"؟

قال:"حقًّا – بُنَيَّ – قُلتَ ، ولَكِن         ليس فيـما ذَكَرتَـهُ ما يُريـبُ

رُبَّمـَا أَجَّـلَ الجَليـلُ دُعـاءً         لِلِقـاءٍ تَـرتَجُّ منـهُ القلـوبُ

ولعـلَّ الدُّعـاءَ يُبعِـدُ شَـرًّا         في بواديهِ تَـوَّهَتـناَ الذُّنُـوبُ"

بَيـدَ أنِّي دَعَوتُـهُ فاسـتجابَ         لمِ َ– شيخي – تَقُولُ لا يَستَجيبُ ؟

"زادَ إِنعـامُهُ عَلَيـكَ ، فَزِد في        شُـكرِهِ وَاتَّبِـعهُ ؛ فَهوَ الحبِيبُ

واتلُ هذى الآياتِ ، ثُمَّ تَذَكَّـر         قَولَهُ بَعدَ ذاكَ : " فَليَستَجِيبُوا.."!"

**********

وَسَجَدتُ !!

وَأُجَملُ ما في الحياةِ الصَّـلاَة         تُجَدِّدُ في الرُّوحِ مَعنيَ الحَيَـاة

أُحِـسُّ بِشَئٍ حَبِيبٍ جَمِيـلٍ         يُلامِـسُ قلبي ، أكـادُ أَرَاه

وَتَصفُو مَعَ الذِّكرِ نَفسيِ وَأَرضيَ         وَتُشـرِقُ آمَـالِيَ المُرتَجَـاة

وَأَذكُـرُ أَنّـيِ أُكَلِّـمُ رَبّـيِ وَلاَ يَنبَغيِ أَن أَري ما عَـداه

وَهـذا مَـقامُ القداسـةِ والطُّـهرِ ... لا يُرتَـجيَ فيـهِ إلاّ الإلَه

فَأَسأَلُ نَفسِيَ : هَل مِن حَبيبٍ         أَحَبُّ إِلى القَلبِ مِمَّن سِوَاه ؟

وَإِن كانَ مَن ذا عَساهُ يَكُونُ         سِويَ اللهِ رَبّيِ وَرَبِّ الصَّلاَة ؟