قِصـةُ حُـبّ


مَالِـي بِحُـبِّ النّـَاسِ يُضـنيني         أَوَ لَيسَ حُـبُّ اللهِ يَكفيـني ؟

رَبَّـاهُ : كـادَ الحُـزنُ يَقتُـلُنِي         أَرِضـاكَ بَعدَ الحُُزنِ يُحيِـيني؟

أَوَ تَرتَضِيني ؟... لَستُ أُبصِـرُ فِي         أَحـوالِ قلبـي مَا يُـزَكِّينِي!

*****

قَـلبي تَـراجَعَ بَعـدَ مـَعرِفَةٍ         وَكَـأَنَّ مَعـرِفَةً كَتَخمِيـنِ !

وَصَـباَ لِغَيـرِكَ يَبتَغيِ سَـكَناً         لِلنّـَفسِ مَوقُوتـاً إِلىَ حِـينِ

وَالحِيـنُ حَانَ ، وَعُدتُ مُلتَجِئاً         لِحِمـاَكَ وَالذِّكـرَى تُبََكِّيـنيِ

*****

أَشـرَكتُ في قلبي بِحُبّـِكَ مَـن         أَشـواقُ حُبِّـهِ لا تُنَجِّـينِـي

وَصـَنَعتُ لِلمَحبـوبِ في قـلبي         مِحـرابَ قُدسٍ ، كادَ يُنسِـينيِ..

..أَنِّـي أُحِبُّـكَ أَنـتَ يَـا رَبِّي         وَسَـمِعتُ لَحناً كان يُشـجيني

يَأسُـو جِرَاحيِ ، ثُـمَّ يَعرُجُ بيِ         لِسَمَاءِ صَـفوِ النَّفسِ ، يَسـقِينيِ

أَحـليَ حنـانٍ ، ثُـمَّ يَتـرُكُنيِ         أَهـوِي وَحيـداً ، لا يُواسِـينيِ

... مَـا كُنتُ أَعرِفُ أَنَّ مَحبُوبيِ         كَالنَّاسِ مَخلُـوقٌ مِنَ الطِّـينِ..!

*****

وَصَـبَرتُ – رَبِّ – أُكَفكِفُ الأَشـوَاقَ وَالأَشـجَانَ عَن قَلبيِ .... فَتُدمِـينيِ

عَبَـرَاتُ عَيـنيِ تَرتَـجِيـكَ ، وَأَنـتَ وَعَـدتَ مَـن صَـبَرُوا بِتَـمكِيـنِ

وَنَسِـيتُ ظُـلماً سُـمتُهُ نفسـي         فَذَكَرتُهُ ، ... وَذَكَرتُ ذا النُّـونِ

وَرَضِـيتُ حُكمَكَ أَنـتَ فِي أَمرِي         أَنـتَ الوَلِيُّ ، وأَنـتَ تَهـدِينيِ

رَبِّي: حَنَـانُكَ أَنـتَ عَطَّـرَ لِـي         مِن قَبلُ عُمـرِيَ بِالـرَّيَـاحِينِ

أَوَلاَ يَعُـودُ إِلَـيَّ ، يُنقِـذُنـيِ         مِـن ظُلمِ نَفسيِ ، ثُمَّ يُرضِينيِ ؟

*****

وَأَجَبتَ – رَبِّ – دُعَـاءَ مَظلُومٍ         وَرَحِمتَ عَبـرَةَ قَلبِ مِسـكِينِ

لَتولاَ إِبـاءُ النَّـفسِ لانفَـجَرَت         أَنهـارَ دَمـعٍ في شَـرَايِيـنيِ

طَيَّـبتَ نَفسـيِ وَالمُسـيءُ أَنـاَ         وَصَـفَحتَ عَن جَهليِ ؛ تُنَقِّينيِ

وَقَبـِلتَنيِ عَبـداً مُحِبّـاً ... مَـا         عـاتَبتَنيِ ؛ فَالحِـسُّ يَكفِيـنيِ!

غَـشَّـيتَنيِ حُبّـاً يُـعاَيِشُـنيِ         أَحبِـب بِـهِ حُبّـاً تُغَشِّـينيِ!

....وَنَظَـرتُ خَلفِيَ كَي أُوَدِّعَهُم         فَـإِذاَ عِبَـادُكَ قَـد أَحَبُّـونيِ!

***********

القلب غافٍ ..!

ربَّــاهُ : مالِفُــؤَادي ؟ ما جَري فيـهِ ؟

وأيـن هـذي الليالي مِن لياليـهِ ؟

لا شَوقَ يحفِزُهُ ، لا وَصلَ يُسعِدُهُ

لا فَرحَ يُضحِكُهُ .. لاحُـزنَ يُبكِيهِ !

القـلبُ غافٍ فهَلاَّ رَبِّ تُوقِظُهُ

ونَفحَةٌ مِنـكَ لَو قَد مَاتَ تُحيِيـهِ ؟ "