قِصـةُ حُـبّ
د. علاء السيسي

د. علاء السيسي
مَالِـي بِحُـبِّ النّـَاسِ يُضـنيني أَوَ لَيسَ حُـبُّ اللهِ يَكفيـني ؟
رَبَّـاهُ : كـادَ الحُـزنُ يَقتُـلُنِي أَرِضـاكَ بَعدَ الحُُزنِ يُحيِـيني؟
أَوَ تَرتَضِيني ؟... لَستُ أُبصِـرُ فِي أَحـوالِ قلبـي مَا يُـزَكِّينِي!
*****
قَـلبي تَـراجَعَ بَعـدَ مـَعرِفَةٍ وَكَـأَنَّ مَعـرِفَةً كَتَخمِيـنِ !
وَصَـباَ لِغَيـرِكَ يَبتَغيِ سَـكَناً لِلنّـَفسِ مَوقُوتـاً إِلىَ حِـينِ
وَالحِيـنُ حَانَ ، وَعُدتُ مُلتَجِئاً لِحِمـاَكَ وَالذِّكـرَى تُبََكِّيـنيِ
*****
أَشـرَكتُ في قلبي بِحُبّـِكَ مَـن أَشـواقُ حُبِّـهِ لا تُنَجِّـينِـي
وَصـَنَعتُ لِلمَحبـوبِ في قـلبي مِحـرابَ قُدسٍ ، كادَ يُنسِـينيِ..
..أَنِّـي أُحِبُّـكَ أَنـتَ يَـا رَبِّي وَسَـمِعتُ لَحناً كان يُشـجيني
يَأسُـو جِرَاحيِ ، ثُـمَّ يَعرُجُ بيِ لِسَمَاءِ صَـفوِ النَّفسِ ، يَسـقِينيِ
أَحـليَ حنـانٍ ، ثُـمَّ يَتـرُكُنيِ أَهـوِي وَحيـداً ، لا يُواسِـينيِ
... مَـا كُنتُ أَعرِفُ أَنَّ مَحبُوبيِ كَالنَّاسِ مَخلُـوقٌ مِنَ الطِّـينِ..!
*****
وَصَـبَرتُ – رَبِّ – أُكَفكِفُ الأَشـوَاقَ وَالأَشـجَانَ عَن قَلبيِ .... فَتُدمِـينيِ
عَبَـرَاتُ عَيـنيِ تَرتَـجِيـكَ ، وَأَنـتَ وَعَـدتَ مَـن صَـبَرُوا بِتَـمكِيـنِ
وَنَسِـيتُ ظُـلماً سُـمتُهُ نفسـي فَذَكَرتُهُ ، ... وَذَكَرتُ ذا النُّـونِ
وَرَضِـيتُ حُكمَكَ أَنـتَ فِي أَمرِي أَنـتَ الوَلِيُّ ، وأَنـتَ تَهـدِينيِ
رَبِّي: حَنَـانُكَ أَنـتَ عَطَّـرَ لِـي مِن قَبلُ عُمـرِيَ بِالـرَّيَـاحِينِ
أَوَلاَ يَعُـودُ إِلَـيَّ ، يُنقِـذُنـيِ مِـن ظُلمِ نَفسيِ ، ثُمَّ يُرضِينيِ ؟
*****
وَأَجَبتَ – رَبِّ – دُعَـاءَ مَظلُومٍ وَرَحِمتَ عَبـرَةَ قَلبِ مِسـكِينِ
لَتولاَ إِبـاءُ النَّـفسِ لانفَـجَرَت أَنهـارَ دَمـعٍ في شَـرَايِيـنيِ
طَيَّـبتَ نَفسـيِ وَالمُسـيءُ أَنـاَ وَصَـفَحتَ عَن جَهليِ ؛ تُنَقِّينيِ
وَقَبـِلتَنيِ عَبـداً مُحِبّـاً ... مَـا عـاتَبتَنيِ ؛ فَالحِـسُّ يَكفِيـنيِ!
غَـشَّـيتَنيِ حُبّـاً يُـعاَيِشُـنيِ أَحبِـب بِـهِ حُبّـاً تُغَشِّـينيِ!
....وَنَظَـرتُ خَلفِيَ كَي أُوَدِّعَهُم فَـإِذاَ عِبَـادُكَ قَـد أَحَبُّـونيِ!
***********
القلب غافٍ ..!
ربَّــاهُ : مالِفُــؤَادي ؟ ما جَري فيـهِ ؟
وأيـن هـذي الليالي مِن لياليـهِ ؟
لا شَوقَ يحفِزُهُ ، لا وَصلَ يُسعِدُهُ
لا فَرحَ يُضحِكُهُ .. لاحُـزنَ يُبكِيهِ !
القـلبُ غافٍ فهَلاَّ رَبِّ تُوقِظُهُ
ونَفحَةٌ مِنـكَ لَو قَد مَاتَ تُحيِيـهِ ؟ "