مع الحبيب

" يا قلب .. إن كنت حياً بعدُ في صدري أَحبِب ؛ فَحُبٌّ حياةُ القلبِ ، يا قلبي !"


ماذا أقول؟...

مـن قبـلِ كُلِّ كلامِ الناسِ في الدنيا         إني أُحِبّـُكَ فوقَ النـاسِ والدنيا

تَعَثَّـرَت في فمي الكلماتُ ، يدفعُها         من دافئ القلب أشـواقٌ ووُدٌّ يا...

..ربي ، ويحشـرها في الحلق إشـفاقي        من الجلال ؛ فكيف أكون في اللقيا؟

مـاذا أقـول إذا ما جئـتَ تسـألُني         يوم اللقـاء؟...ألوذ بذاتك العليـا!

*********

كُـن!...

ربّـاهُ أَنبِـت بـهذا القلبِ إيمانـا         وأَحيِ قلبي ولا تتـركهُ غفلانـا

أَنبَـتَّ يـا ربُّ في قفـراءَ قاحـلةٍ         لَم يَـرعَها أحدٌ مِنّا ، وترعانـا

مـا ظَنَّـها أحـدٌ مِـنّـا بِمُنبِتَـةٍ         ولـم نُدَبِّـر لها ريّـاً وعمرانا

بل قلتَ :كُن ؛ فإذا بالرَّمـلِ مُضطرباً         تهتـز ذَرّاتُهُ خـوفاً وتَـحنـانا

مـا كان في جوفِهِ نَبـتٌ ولا زَهَـرٌ         لَكِنَّهُ ما اشتكى عجزاً ، ولا عانى

ما كاد يسـمعُ ذاك النَّبتُ في العدمِ         أمـرَ الإلهِ لَهُ إلا وقـد كانـا!

وزادت الأرضُ بَعدَ الخَلقِ وازدَهَرَت         وزانَها الحَقُّ ...يا سُبحانَ مَن زانا!

***********

طُفُولَةُ قَلب!

ضَـجَّ قلبي لَديَ الفِـراقِ ؛ فَقُـلتُ

قَلبِ : هذا هُوَ الحبيـبُ قَرِيـبُ !

لا يُذيـقُ الفـؤادَ طَـعمَ فِـراقٍ

وَوَداعٍ ، وَلَيـسَ عَـنِّي يَغيـبُ

ليسَ يَخـفيَ بِمَنـزِلٍ يَحتَـوِيـهِ

فَإِذا غـابَ كـادَ قَلبيِ يَـذُوبُ

وَإِذا قُـلتُ لَيسَ يُعـرِضُ عَـنِّي

وَإِذاَ مَا سَـكَتُّ فَهـوَ يُجيـبُ

وَإِذاَ مـا التَـفَتُّ عَنـهُ دَعـاَنيِ

وَإِذا مَـا جَفَـوتُـهُ لا يَعيـبُ

بَيـدَ أَنّـيِ إذ ذاكَ أَشـعُرُ أَنّـيِ

لَسـتُ مِنّيِ ... أُحِسُّ أَنّيِ غَريبُ

فَـإِذا ما رَجَعـتُ كان رحيـماً

وكريـماً ، وعادلاً لا يَحُـوبُ

قلبِ هَـوِّن عَلَيـكَ ؛ ما مِن فُؤادً

مَسَّـهُ في هَـوَي الحبيبِ لُغوبُ

فِيـمَ هذا الوَجيـبُ ؟ لَسـتَ شَـقِياًًّّ

مَا بِقُربِ الحبيبِ تَشـقَي القُلوبُ!

لا تُبَـلِّل بالدمـعِ صَـدرِيَ ؛ إنّـي

بِقَليلٍ مِـنَ الدُّمـوعِ أَطِيـبُ

...غَسَـلَتناَ الدُّمُـوعُ حَـتَّي طَهُـرناَ

قلبِ : هَيّـَا إلى الحبيبِ نَئُـوبُ!