أيـن الأرض؟


وقفـتُ وحـوليَ الأمواجُ تهـدِرُ ، ثمَّ لا تَنقَـضّ

وأرض جزيـرتي خضـراء تَرفُلُ في الربيـعِ الغـضّ

تَراقَـصُ هَاتِِهِ الأمـواجُ يضـحكُ بعضُها للبعـض

وحـارَ القلبُ وسطَ الموجِ يسألُ : أينَ أينَ الأرض؟

*****

وسِـرتُ على الجزيـرةِ أبتغي سـكناً لهـذا القـلب

غريـباً عاش هذا القـلبُ يمشـي وحـدَه ُفي الدَّرب

ينـاجي الليلَ ها أنـذا هنا أسـرِي فأينَ الصَّـحب؟

فيأتيـهِ صَـدَى صـوتٍ يُرَجَّـعُ مِن فِجَاجِ الأرض

*****

وعدتُ ومَعيَ أشـجاني وقلبي ....لم نَجِد سَـكَنـاَ

رياحُ الليـلِ تعصِف حَولَنا ، والشَّـوقُ أَمسَـكَنـاَ

وهـذا اليَـمُّ : مـالي لا أراهُ غَفَـا وَلا سَـكَنـاَ

وصـاح القلبُ : يا ذا الموجِ والأنـواءِ أيـن الأرض؟

*****

تمــطَّى حينـذاكَ اليَمـُّ ، يعـلو مَوجُـهُ كِبـرَا

ويَشـمَخُ كَالجِبَالِ الشُّـمِّ ؛ يُشـبِعُ فَقـرَهُ فَخـرَا

وقهقه ضـاحكاً مِن هَـمِّ نفسٍ قـد بَدَت حَيـرىَ

وصـاحَ : أما ترى يا صاحِ أنك فوق ظهرِ الأرض؟