أيـن الأرض؟
د. علاء السيسي

د. علاء السيسي
وقفـتُ وحـوليَ الأمواجُ تهـدِرُ ، ثمَّ لا تَنقَـضّ
وأرض جزيـرتي خضـراء تَرفُلُ في الربيـعِ الغـضّ
تَراقَـصُ هَاتِِهِ الأمـواجُ يضـحكُ بعضُها للبعـض
وحـارَ القلبُ وسطَ الموجِ يسألُ : أينَ أينَ الأرض؟
*****
وسِـرتُ على الجزيـرةِ أبتغي سـكناً لهـذا القـلب
غريـباً عاش هذا القـلبُ يمشـي وحـدَه ُفي الدَّرب
ينـاجي الليلَ ها أنـذا هنا أسـرِي فأينَ الصَّـحب؟
فيأتيـهِ صَـدَى صـوتٍ يُرَجَّـعُ مِن فِجَاجِ الأرض
*****
وعدتُ ومَعيَ أشـجاني وقلبي ....لم نَجِد سَـكَنـاَ
رياحُ الليـلِ تعصِف حَولَنا ، والشَّـوقُ أَمسَـكَنـاَ
وهـذا اليَـمُّ : مـالي لا أراهُ غَفَـا وَلا سَـكَنـاَ
وصـاح القلبُ : يا ذا الموجِ والأنـواءِ أيـن الأرض؟
*****
تمــطَّى حينـذاكَ اليَمـُّ ، يعـلو مَوجُـهُ كِبـرَا
ويَشـمَخُ كَالجِبَالِ الشُّـمِّ ؛ يُشـبِعُ فَقـرَهُ فَخـرَا
وقهقه ضـاحكاً مِن هَـمِّ نفسٍ قـد بَدَت حَيـرىَ
وصـاحَ : أما ترى يا صاحِ أنك فوق ظهرِ الأرض؟