عن كَلِمَةِ سِــرِّ اللَّيل...

د. علاء السيسي

See my work

عن كَلِمَةِ سِــرِّ اللَّيل...


.....وَظَلامُ اللَّيلِ يَسِـيرُ بِبُـطءٍ نَحوِي عَبرَ الدَّرب

تنسابُ الكلمات إلى سَمعيِ ...صَوبَ حنايا القلب!

هِيَ آخِـرُ كَلِماتِ القائد

مِن قَبلِ بِدايةِ سَيرِ الدَّورِيَّة !

...وَيَقُولُ : " طَريقُكَ هذي الليلةَ صَعب !"

".. وَكَمَائِنُ هذا الدَّربِ كثيرٌ !"

... قُلت :

" سَنُدَمِّر كلَّ كمائنِ هذا الدرب !"

"...ليست ظُلُماتُ اللَّيلِ بِعَائِقَةٍ .. "

".. ما دُمنا نعلمُ ما يُخفِيهِ الدَّرب!"

وَيَقُـولُ "... تَكَفَّلُ أنتَ بهذا الأمـر...

..وَتعُـودُ إلينا قبلَ الفَجـرِ بِخَيـر....!"

ويُضيفُ : ...وكَلِمَةُ سِرِّ اللَّيلِ "سحاب" !

*****

...وَظَـلامُ اللَّيلِ يخيِّم فوقَ الدَّرب

تَتَحَّـرَّكُ مجمـوعاتُ الـدَّورِيّـَة

ملاَّحُ السَّـيرِ أَمامَ الرَّكبِ ، يشُـقُّ طريقَ اللَّيل

ورِفاقُ الدَّربِ مَعِي مِن خَلفُ ، نُزيحُ ظلامَ اللَّيل

.....مـن فوقِ طـريقِ اللَّيـل..

" ... يا صَحبُ : اللَّيلُ رهيب !

.... وظـلامُ الليلِ كثيـب !

.. ومـريب !

...لَكِنَّ قُلُوباً فَوقَ الدَّربِ لَهَا في النُّّـورِ دُرُوب

تمشـي في الدَّربِ ، وتأمُلُ أنَّ ظلامَ الليلِ يذوب

....سـيذوب !

...ونُجاوِزُ آخِرَ أَسـوارِ المَوقِع

...مِنِّي يقتـرب الحـارسُ مبتسـماً

..وإليـهِ أُوجِّـهُ مِصبـاحي الأزرق

ويقول : " سأدعو اللهَ لكم بالنصـر!"

وَيُذَكِّرُني : " ...لا تنسَوا سِـرَّ الليل !"

وَيُريني النَّشرَةَ مَـطبُوعـة

يَتَصَدَّرُها بِحُـرُوفٍ سَودَاءٍ ضخمة :

"اللَّيلةَ كَلِمَةُ سِـرِّ اللَّيلِ: ضَبَاب "!

*****

...وَسُكُونُ اللَّيلِ يَعُودُ إلي الإطباَق

..تتـجمَّـعُ مَجمُوعاتُ الدوريَّة

نَسَماتُ الليلِ ترطِّبُ كُلَّ صُدُورِ رِفاقِ الدَّرب

.. من بعدِ زفيـرٍ حارٍّ أخرجناهُ بُعَيدَ الضَّرب...

" قـد تم نجـاحُ الضّـَرب "!

" قد تم نجاحُ الضَّرب" تَوَاثَبُ بين شِفاهِ الصَّحب!

"... وظفرنا بأسيرٍ واحد !"

"... وأُصـيبَ فِـدائِيَّان !"

"..واستُشهِدَ محظوظٌ واحد !"

"لنـَزُفَّ البُشـرىَ للقائد !"

يصـتَاحُ رِجَالُ الدَّورِيَّة...!

وأَقُولُ لَهُم : لِنُكَرِّم مَن قد فاز

وَنُواري السَّوأَةََ عَن عَينِ الأَعدَاء

وتَجَمَّعُ أرواحُ الأَحبابِ على رُوحِ الفائِز ..

...وتَصَاعدُ صَـلَواتٌ حارَّة ...

...فَتُذِيبُ ظَلامَ اللَّيل..

.. وَتُنِيرُ طَرِيقَ اللَّيل...

.. وَنَعُودُ إلى نَقلِ الأَقدامِ عَلَيه

... يَحدُونا الشَّوقُ إلى حيثُ المَوقِع

لِنَزُفَّ البُشـرَى لِلأَحبابِ هُناك ... !

*****

" أَوَ تَذكُرُ كَلِمَةَ سِرِّ اللَّيل ؟"

" ...سَـرَاب" !

وَسَأَلتُ فِدَائيًّا يَمشِي خَلفِي

.... ويُتَمتِمُ :...كَلِمَةُ سِـرِّ اللَّيلِ..... " سَـرَاب"! .....

وَأَعُودُ أُسَائِلُ جُندِيًّا آخَر ...

... فيؤكد : " كَلِمَةُ سِرِّ الليلِ " سَـرَاب " !

*****

.... مِن بَعـدِ قليلٍ يَسـأَلُني الحُـرّاس

.... عـــن كَلِمَـِةِ سِــرِّ الليل !