الحـلُّ الثَّالِث ..!
د. علاء السيسي

د. علاء السيسي
الحل الثالثُ يَحكِي لي ...ويَقُصُّ القلبُ عليه
ويقـصُّ حكايـةَ عُمـرٍ حَيَّرَني بين الحلَّين
" لا ثالِثَ للحلَّين!" يقولُ النَّـاسُ قُبَيلَ البَدء
وأقول : " لَعَلَّ السَّـيرَ يُوَصِّـلُناَ لِجَدِيدٍ " ...
" لا !"
أسمَعُـها منـهم داويـةً تُـرعِـد
وتُجَلجِلُ ... تجتاحُ الآفاقَ ... أقول :
" يا صحبُ تَعَالَو نمشِ ؛ لعلَّ الحلَّ يكونُ هناك ...
... مِن بَعدِ مَسِيرَةِ يَومٍ ، أو ساعاتٍ فَوقَ الدَّرب!"
.... وَأَسِـيرُ وَحيـداً فَوقَ الـدَّربِ ، أسـير ...
.... وَأَسِـيرُ ؛ لَعَـلَّ الحَـلَّ يكـون هنـاك ..
من بعد مسيرة شهرٍ .. أو أعوامٍ .. فوق الدَّرب..!
*****
الحلُّ الثَّالثُ يبدو لي .... وأَغُذُّ السَّـيرَ إليه
الحـلُّ الثَّالثُ يبدو شَبَحاً بين ضبابِ الفجر
وأَغُذُّ السَّـيرَ على أرضٍ لا تعرِفُ مَن يمشي
لا تدري أين يرومُ الحَـلَّ ، ولم تُبصِـر مَرمَـاه
...لو عَرَفَت هذي الأرضُ حكايةَ ذاك الحلِّ معي
... لَتَمَنَّت لو تهرُبُ مِن تحتي ؛ تسـبقُني لهنـاك
... فـالأرض هي الأخـرى تبحث عن حـلّ !
*****
الحــل الثـالث مـات !
قتـلوه هنـاك عـلى أرضِ الميـعاد !
..أَلفَيتُ بقاياهُ المصلوبةَ مَلأَي بِالطَّعَنَات!
وتركتُ يدي تَتَلَمَّسُ حُلماً عِشتُ عليهِ سِنِين ..
ومَشَـيتُ إليهِ سـنيـن ...!
... قتـلوه ؛ لَعَلـِّي لا ألقـي حـلاّ ...
وأعودُ الي الحلَّّينِ ...إلى الحَيرَةِ بين الحلَّّين !
... لكنِّـي أَمسَـكتُ العَبَرَاتِ ، وقلت :
لن أبكـيَ حتي أُكمـلَ هـذا الدرب ...
ولأبحث عـن حـلٍّ رابـع !
.......
وَلَعَلّـِي ألقـي الحـلّ
مِن بَعدِ مَسِيرَةِ عُمرٍ .. أو أجيالٍ .. فوق الدرب !