ليــلٌ... و مشـكاة !

---

قالت :

أَزرَعُ الوردَ ، ولكـن         تحصُدُ الشَّـوكَ يَـدَيَّ

الكَرَى ضَـمَّ أُنَاسـاً         والدُّجَـى قـاسٍ عَلَيَّ

إن أُعَبِّر عَن شُـجُونيِ         استَمِع .. أَنصِـت إِلَيَّ

أيُّها القمـرُ ؛ فَإِنِّـي         لم أَجِـد رِفـقاً خَوِيّا

ربِّ هب لي من لَدُنكَ         رحمةً .. صَـبراً قَوِيّا

فَقُلتُ :

إن زرعتِ الوردَ ؛ أضفي عطـرَهُ في راحتيـكِ

إن حصدتِ الشـوكَ فالأشـواكُ لا تـدمي يديـكِ

وإذا مــا قــلتِ فالأكـوانُ قـد تصغي إليـكِ

وأمـانـيٌّ عِـذابٌ         دِفـؤُها يَحنـو عليـكِ

أنـت مِشـكاةٌ تُنيـرُ الليـلَ ، والإصـباح منـكِ

طالمـا الإيمـان حـيٌّ         سِـرُّهُ بـاقٍ لديـكِ !

قالت :

حينَ سَـالَ الطَّلُِّ فـوق الخَدِّ قُـلتُ

ذاك دمـعُ العَينِ أم ماءُ السَّـمَاء؟

قلتُ : يا قلبـاهُ هـل تذكـرهُ؟ إنـي

قد نسـيتُ الحـبَّ حِيناً والوفاء

قال : يا نفسي نسـيتِ الحـبَّ ؟ كَلاَّ

إن هـذا الدمعَ دمـعٌ للـرِّثـاء

قـلتُ : لا تعـدِل بِحُـبِّ اللهِ إنسـاً

أنتَ يـا قلبـاهُ فـي قـلبي بـهاء

فَقُلتُ:

حينَ سَالَ الدمـعُ من عـينيكِ قُـلتُ:

ما لِهـذا القـلبِ يشـتاقُ البكاء ؟

قال قلبي : لسـتُ أهوى الحزنَ ، لكن

طـال بي شَـوقيِ وَلَم يُجدِ العَزاَء !

قلتُ : فاصـبِر – قلبِ – عَلَّ اللهَ يُرضيِ

بِالصَّـباحِ الحُلـوِ مُشـتاقَ المَساَء

رَبِّيَ الرَّحمـنُ لايَنسـيَ ....سَيَسـقيِ

قلبيَ الظَّمـآنَ أَصـفيَ نَبـعِ ماء !