عائد من اليمن !
د. علاء السيسي

د. علاء السيسي
لقيتهم في القطار وكانوا عائدين من حرب اليمن ومعهم سلاحهم والعتاد.....
"لا تسلني .. أيا أخي ..عن شعوري
فشعوري هنا معي في عتادي !
بشـعوري قضـيتُ عمراً طويلاً
أتغني بحـب هذا الجمـادِ !
بشعوري أعيش عمري سعيداً
حين أغدو إلى الرُّبا و الوِهادِ
وألَبِّي لكلِّ صـيحةِ حـربٍ
تتنادي بكـل طـودٍ ووادِ !
كُتِبَ النصـرُ و الفداءُ علينا
فاسـتجبنا لكل حُرٍّ ينادي
ونسـينا عيالَنا ، ونسـينا
كلَّ شئٍ ، سـوي إله العبادِ
وصعدنا شـوامخَ المجدِ سعياً
ونـزلنـا مُلِمَّةً بالأعـادي
وتركنا على السحابِ ظلالاً
ومرقنا نَجُـوبُ أرضَ الوادي
وهَطَلنا مع الغُيوثِ رصـاصـاً
فجعلنا رءوسـهم مـن رماد
وأفقـنا عُقـولَهم مـن رقـادِ
دون قَهرِ الشُّعوبِ خَرطُ القَتادِ !
ورجعنـا ، لولا أخي ما رجعنـا
ليُـوَفَّي نصـيبَهُ في الجهـادِ !
.. ووصـلنا لشاطئ المجد ، نصغي
لنشـيدٍ مُقَـدَّسِ الإنشـاد ..
وجَرَينا .. نُسـابِقُ الرِّيحَ .. نَصبو
لتُـرابٍ عـرفتُـهُ ببِلادي .. !
بشـعوري لَثَـمتُ أرضَ بـلادي
وجثـوتُ ..مُغرَورِقَ السُّـهَّادِ
...بَسَـماتٌ بِدَمـعِ عيني تَنَـدَّت
ودمـوعٌ تَبَسَّـمَت في عِنـادِ
وفِـراقٌ بـغيـرِ فِكـرَةِ عَـودٍ
ولقـاءٌ بـغيـرِ ما مـيعادِ !.. "