لحن الوداع !

قال عادل بلال حين دنا يوم تخرجه من مدرسة المتفوقين:


في السَّفين

وعلى متنِ السِّنين

غَنَّتِ الأيامُ لحنَ الحالِمين

ومضى عامُ ، وبعدَ العامِ عام

وإذا الشَّطُّ يَرَانَا

والنهاية

تبتغي حتماً لقانا

أملٌ قد صار ذكرى

وغدٌ بالأمسِ وَلَّى

في دُنا المُتَفَوِّقين!

فقلتُ:

وداعـــــــــاً.. قُلتُها مِن كُلِّ قـــلبي         وداعٌ لا أُصَــــدِّقُــــــــــــــــــهُ وَرَبِّـي !

وداعاً يا مَنِ التصقوا بِذِهـني         وداعاً يا من ارتفعوا لِحُبِّي !

وذا لحنُ الوداعِ صدى وصوتاً         يطوفُ بمهجتي ، ويضُمُّ قلبي!

*****

وداعـاً يا أخي ومنـــــــــــيرَ فكـــــري         وداعٌ ليـــــــــس تطـــــــويهِ الجــــروحُ

مبادئُك الجمـــــيـلةُ ســــــــوف تحيـــــا         وفِكــــــــرُكَ عنــــــــدنـــــا نبـــــضٌ ورُوحُ

وشِــــعرُكَ عنــــــــدنا في القـلب باقٍ         يُـــــذَكِّـــــــــــــرُنــــــــــا بأيّــــــــــامٍ تَـــــــــــــــــــروحُ

بأيـامٍ مَضَــــت في ومضِ بــــــــرقٍ         وكـــــــــان الحبُّ بالذكرى يُطيــــــحُ

..............

أخي : وَدَّعتَ دارًا عِشـتَ فيها         أخي ، وبكيتَ وانفَطَرَت جروحُ

أخي .. لمَ تَفنَ دارٌ أنتَ فيـــهـا         ولكن تكتوي ... لا تســــــتريحُ

فكُلُّ دعــامـــــــــةٍ في الدَّارِ تبـكي         وكُـــــــــــــلُّ خَلِيـــــــَـةٍ فيـــــــــنـا تنــــــــــــوحُ

وكُلُّ الدار .. كُــــلُّ الدار تحـيا         دقائقَ سـوف تُمحي ، أو تروحُ

تركتَ الدارَ ؟ لا! لن تتركوها         ولن يبدو لفـرقتـــــــــــــــكم صــباحُ!

فأنــــــتـم دائــــــمـاً معنــــــا ، ومعـنــــا         وكُـــــلُّ حياتكم معــــــــنـا كفاحُ..!



علاء الدين حسين السيسي

1963