أحبـابي
د. علاء السيسي

د. علاء السيسي
أحبابي هؤلاء كانوا بعض الأوراق ، وأحيانا تحمل الأوراق ما يرفع قدرها لدي النفس أو لدي العقل فتسموا إلى مرتبة البشر ...
وقفت اليوم مأخوذاً بِمـا أَلفيتُ ..لا أدري !
تَفَـرَّقَتِ الجَمـاعَةُ بِاليَـدِ الحَيـرَي .. وَلا تَـدرِي
بأن هنـاك من يحيـا ويحدوهم ، ولا تـدري
بِلَحـنٍ كُلُّهُ حـبٌّ وأشـواقٌ ، ولا تدري
بأنه لم يغب عنـهم طَـوَالَ حَياتِـهِ ، إلاّ
لكي يَشـتاقَ ، ثـم يعـودُ مُشـتاقاً مِـنَ التِّـيـهِ
إليهِم ، يرتوي منهُـم ويرويـهم بـما فيـهِ
بِكُلِّ الحُبِّ يرويـهم وهـذا الحـبُّ يُحيـِيهِ
بنبضِ القلبِ يَحدوهُم على بٌعـدٍ أَحَـادِيـهِ
وَنَـبـتٌ أبيـضُ الأَزهَـارِ مَـدَّ جُـذُورَهُ فِـيـهِ
تُـغَذِّيـهِ مَحَـبَّـتُـهُ لَهُم .. والشَّوقُ يَسقِيهِ !
..........
يَـدٌ عَبّـَاثَـةٌ عَبَثَـت بأحبـابي ، وَلا تَدرِي
بـأن لَهُـم مُحِـبّـاً لَيسَ يَسـتَغنِي ، وَلا تَـدرِي
بأنَّهُ قـد يعـودُ إليـهِمُ يـومـاً .... وَلا تَـدرِي
بأنَّهُ سـوف يضـطربُ الحَشَـا مِنـهُ ، وَلا تَـدرِي
.. إذا ما لم يجد منـهم بُعَيضُـهُمُ ، وَلا تَدرِي
بأن الدمـع قد يجـري ويسقي الشوقَ ،لا تدري
بأن النبتَ عطشانٌ إليهم .. ليتـَها تدري !
وأن القـلب ليـس لديـهِ مـا يـروي بـه النَّـبتا !
... لو ان يداً هنا عَبَثَت دَرَت مِن قَبلِ ما عَبَثـَت لما عبثت !
*****
ولكنَّ التساؤلَ لا يزالُ يمورُ في قلبي
ألا يَكفِي جَمالُهُمُـو ..
.. وذاك النورُ تَبعَثُهُ وُجُوهُهُـمُ
.. لِتَجذِبَ كُلَّ أَيدٍ نَحوَ حُبِّهِمُ ؟
.. وإن كانت يداً عَبَّاثَةً حَيرَى .. ولا تدري ..!
*****
وقفتُ أُجَمِّعُ الأَشتاتَ مِن أشلاءِ أحبابي ..
أُقاوِمُ جاهِداً أشـواقَ قلبي نحو أحبـابي
.. وعبرةَ حسرةٍ بَرَقَت على أبوابِ عينيهِ
.. يودُّ لو ان ذاك العابـثَ الحيـرانَ قد يَدري
فلا ينـهالُ في أحـبابهِ قتـلاً وتشـريـدا ..
.. بلا ثمـرٍ سـيجنيـهِ
.... يودُّ لو انهُ يدري ...!
*****
لأحبابي الذين إليّ قد عادوا .. أُهَنِّئُكُم !
وأحبـابي الذيـن إلى رديً ذهبـوا
.. هُنالِكَ حيثُ لا أدري
إليكُم عبـرةً حيـرى
لها في القلبِ جَذر جَدُّ مُمتَدُّ ...
إلى أعماقِ ذاك القلبِ .. ذاك القلبُ لا ينساكمُ ، مهما
ذهبتم عنه يا أحباب ....!
وإن كان الذِّهابُ إلي
هُنالِكَ حيثُ لا رَجعَة
... هُنالِكَ... حيث لا أدري !